نظرات تأمل متواضعة الى القرآن الكريم
كلما تمضي الايام والحقب, وتعدوا بنا سنين الدنيا الفانية, تشرق بين الحين والحين ادلة الاعجاز القراني ساطعة كشمس النهار , تمثل برهنة علمية وعملية لما جاء به القران والتي لا تزيدنا الا ايمانا وتمسكا بعقيدتنا وبديننا الذي انفرد بكشف الحقائق في كل العصور. انا لا اعني بذلك ان القران الكريم هو كتاب للنظريات العلمية , ولم ينزل ليكون مصدرا للعلم التجريبي . لكن لايماني المطلق بانه منهج للحياة ودستور للدنيا والاخرة. فهو يدفع العقل ليعمل وينطلق بعد ان يكتفي القران بالاشارالى القضايا الكونية والظواهر العامة, لان تعليم المجتمع الا سلامي بمباحث العلوم الدنيوية والكونية ليس من اختصاص الشريعة , بل ان غاية القران العظيم ان يصل الناس الى هذة المعارف بعقولهم واجتهاداتهم بعد ان ينبههم عليها . فقد زخر القران المجيد والروايات الشريفة بانباء الدنيا واسرارها , حتى اذا دخل الانسان عصر الاكتشاف العلمي وامتلك افضل وادق الاجهزة , وتمكن من حشد جماعات من العلماء والباحثين ليجمعوا المقدمات , ويقدموا النتائج , فاذا بالمفاجئة التي يتجلى فيها النور الالهي قبل الف واربع مائة عام ذكرت كحقائق في ايات القران او في حديث للرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) .
فاستوقفت نفسي وكياني لاتاءمل كرم الذات الالهية الذي قدم لنا اسرار الكون والخليقة , بعد ان تفضل على بني ادم بالتكريم وخلافة الارض وتسخير كل ما فيها لصالحهم . ولم يقتصر الاثبات العلمي حول النصوص القرانية فحسب , بل امتد استدلال العلمي مؤخرا ليشمل بعض الاحاديث الشريفة المروية عن المصطفى الاعظم (ص) . فكثيرا ما قرانا في احاديث الرسول(ص) حول ظهور الشمس من مغربها. ولطالما اثار ذلك استغرابنا , فلم نتوقع مطلقا حدوثه بصورة طبيعية الا بوجود معجزة الهية واضحة , لكن النتائج العلمية الحديثة اكدت على امكانية حدوث هذة الظاهرة بصورة طبيعية .
ان من البديهي دوران الكرة الارضية حول نفسها مرة واحدة كل يوم , فيتولد عن هذا الدوران المستمر الليل والنهار . وبسبب اتجاهه تبزغ الشمس من المشرق.
اكد العلماء ان الارض تبطىء من سرعة دورانها حول نفسها جزءا من الثانية خلال كل مائة عام . فقبل حوالي 4000 مليون سنة كانت مدة كل من اليل والنهار اربع ساعات فحسب. واستمرت حركتها بالتباطؤ حتى تساوت فترتي الليل والنهار. وكنتيجة طبيعية لهذا التباطؤ سوف ياتي وقت تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران . وعلميا بعد فترة توقف قصيرة تبدا الارض مرة اخرى بالدوران بشكل عكسي مما يحتم ظهور الشمس من المغرب .
وعلى الرغم من معرفتنا لنسبة التباطؤ , لا يمكننا تحديد الوقت الدقيق الذي تتوقف فيه الارض تماما عن الدوران. لان عملية التباطؤ معرضة للازدياد بنسب معينة اذا حدثت امور خارجة عن الماءلوف, مثل استخدام القنابل الهيدروجينية او اصطدام نيزك او نجم بكوكب الارض وغيرها . هذا الاكتشاف العلمي الناتج من جهد جهيد , اخبرنا به رسول الله (ص) ,حيث روي في كتاب مستدرك الوسائل في الجزء الحادي عشر . في وصية طويلة للرسول (ص) عن اشراط الساعة حتى قوله(......ثم تطلع الشمس من مغربها معاشر الناس اني راحل عن قريب , ومنطلق الى المغيب , فاودعكم واوصيكم بوصية فاحفضوها اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ......) . وفي هذا المجال لا يسعنا ان نقول الا ما قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى).
لو تصفحنا كتاب نهج البلاغة في كلام لامير المؤمنين(ع) يتبرا فيه من الظلم نقرا قوله( والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيره ما فعلته). فمن اين لرجل عاش قبل 14 قرنا في صحراء الجزيرة العربية ان يحدد عدد قارات الكرة الارضية والتي كناها بمصطلح الاقاليم السبع؟ في زمن لم يعرف فيه سوى اجزاء من اوروبا واسيا وافريقيا؟ كيف له ان يحدد سعة البر في عهد ناءى عن التطور العلمي وعجز عن النهضة التكنلوجية ؟ ولا عجب في قول الامير (ع) وقد قال فيه رسول الله (ص) (انا مدينة العلم وعلي بابها).
[/size]
[size=25]*ظواهر فلكية في القران:
............................................. تحتوي السماء الدنيا على بعض الاجرام التي تسمى بالثقوب السوداء, تمثل مرحلة الشيخوخة في حياة النجوم ما قبل انفجارها. تتميز بكثافتها الفائقة, واصدار موجات صوتية منتظمة اضافة الى امتلاكها مجالات جاذبية عالية الشدة فلا يمكن للمادة ولا مختلف صور الطاقة ان تفلت منها, حيث يحدها سطح يسمى بافق الحدث يمتاز بابتلاع كل ما يسقط فيه حتى الاشعاع لذلك سميت هذة الاجرام بالثقوب . ووصفت بالسوداء لشدة عتمتها وامتصاصها للضوء اثناء حركتها السريعة , فيبدو الجسم اسوداغير ظاهر. ونتيجة لشدة اختفاء هذا النوع من الاجرام السماوية عن المراصد دار جدل عميق بين علماء الفلك حول حقيقة وجوده في بدايات القرن الماضي , حتى اقروا بصحة وجوده مستدلين على ذلك من التيار الهائل ذي يسحبه النجم من الاشعة والالكترونيات اثناء دورانه في افلاك خاصة به, هذه الظاهرة التي اثارت جدل العلماء ذكرت كقسم في القران الكريم في سورة التكوير(فلا اقسم بالخنس. الجوار الكنس). والقسم هنا ينبهنا الى عظمة المقسوم به والى اهميته في انتظام الكون.
من الناحية اللغوية يقصد بالخنس مادل على الاستخفاء والتستر والخنس جمع خانس والخنوس هو الغياب عن الرؤية, تقول خنس بين القوم اي اختفى وخنس الكوكب اي توارى وذهب في خفية . اما الجوار فبمعنى الجارية في افلاكها وهو المرور السريع. كلمة الكنس تعني حركة شيء على وجه شيء اخر, ويقال كنست النجوم كنوسا اي تحركت في مجاريها كاسحة ما يقابلها. وهو مسح صفحة السماء وهو ماثبت من قيام تلك الاجرام السماوية بكنس كل جسم يقابلها او طاقة في السماء, والعجيب ان علماء الغرب يسمون هذة الثقوب السوداء بالمكانس العملاقة وكانهم يقرؤن تعبير القران عن هذة الظاهرة. فسبحان من اقسم بالنجوم وقدر لها مراحل حياتها , وسبحان الذي خلق تلك النجوم المستترة الحالكة المظلمة ووصفها لنا قبل ان يكتشفها التطور العلمي بقرون متطاولة.
*ظواهر جيلوجية في القران:
................................................ فيما مضى فسرت الاية 41 من سورة الرعد(اولم يروا انا ناءتي الارض ننقصها من اطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) على ان نقصان الارض يكون بثلاثة اوجه,اما الاول فالنقصان بفقد علمائها وفقهائها وخيار المصلحين فيها وموت اهلها, وننقص الارض من اطرافها بما يرى الناس ما يحدث في الدنيا من الخراب بعد العمارة والموت بعد الحياة والنقصان بعد الزيادة والضعف بعد القوة ,وبالخصوص لمن بطروا معيشتهم واستكبروا بقواهم من الامم السابقة. والوجه الثالث يراد بنقصان الارض من اطرافها بالفتوحات الاسلامية فينقص اهل الكفر ويزداد المسلمين .فما حقيقة هذا النقصان وما الحكمة فيه؟؟
ان الشمس تفقد في الثانية الواحدة من وزنها الكثير الكثير من الاطنان نتيجة لعملية الاندماج النووي لغاز الهيدروجين داخلها, والذي يولد عنه غاز الهيليوم مع طاقة حرارية عظيمة. هذة الطاقة تستهلك كتله الشمس باستمرار هذا التفاعل. وكنتيجة لهذا النقصان من كتلة الشمس لا بد من وجود نقصان في كتلة الارض ايضا,لاجل المحافظة على المسافة الثابتة بين الارض والشمس والتي لولاها لاختل نظام مجرتنا درب التبانة. فجميع كواكب المجموعة الشمسية ومنها الارض تتناسب كمية الطاقة الحرارية الشمسية الوافدة اليها تناسبا عكسيا مع بعد الكوكب عن الشمس. ولهذا كان نقصان الارض سنة كونية لازمة للمحافظة على العلاقة النسبية بين الارض والشمس. فلو ازدادت الطاقة التي تصلنا من الشمس ولو قليلا لاحرقت كل حي على الارض مع تبخر الماء وتخلخل الضغط الجوي. اما اذا تناقصت الطاقة الوافدة لتجمدت الارض ومن عليها. مرة اخرى نعود لنساءل ..كيف تتناقص الارض؟
عدل سابقا من قبل Emy في السبت أغسطس 01, 2009 4:49 pm عدل 1 مرات