بسم الله الرحمن الرحيم
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة، 259
يحتوي جسم الإنسان على 206 عظم، ربما تتساءلون عن السبب في وجود مثل هذا العدد الكبير من العظام في أجسامنا . ولكن المثال الآتي سيزيل علامات الاستفهام من مخيلتنا وسيقنعنا بأهمية هذا العدد من العظام . فلو كانت الأصابع تتألف من عظم واحد فقط لما استطعنا أبدا ،تحريك هذه الأزرار التي بين أيدينا..
لماذا؟
لأن عظما واحدا يجعل الإصبع منتصبا، ولا يكون قابلا للانطواء، وإذا حاولنا أن نطويها تتعرض للانكسار، وبالتالي سوف نعجز عن الإمساك بالأشياء وحتى عن الكتابة أو تناول الطعام .
فالذي يسهل علينا الإمساك بالكتابة أو الإمساك بالفاكهة التي نأكلها أو القيام بأي عمل آخر باستخدام أصابع اليد يرجع إلى تكون اليد والأصابع من 27 عظما .
ولذلك احتوي جسم الإنسان على 206 عظام مرتبطة مع بعضها البعض . وهذه العظام موزعة في أنحاء الجسم بصورة رائعة .
ووفق هذا التوزيع نستطيع أن ننحني أو نلوي سيقاننا أو ندير رؤوسنا بسهولة ويسر، إلا أن جميع هذه الأعمال لا نستطيع أن نقوم بها بواسطة العظام فقط لأن العظام صلبة ولا يمكن أن تنحني أو تنطوي . ولهذا فالعظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط رابطة تدعى المفاصل . وبواسطة هذه المفاصل نستطيع بسهولة أن نطوي الذراع أو أن نرفع سيقاننا ونحرك أصابعنا .
ولأجل أن نفهم الأهمية الكبرى لوجود المفاصل في أجسامنا دعونا نطلع على المثال الآتي :
لنفرض أننا صنعنا دمية من خشب، فنحن في حاجة طبعا إلى جزء متحرك يربط كتف الدمية مع ذراعها وذلك لتسهيل تحريك هذا الذراع، وسنحتاج إلى جزء متحرك آخر يربط الساق بالجذع للسبب نفسه . وينبغي أن نفعل الشيء نفسه في صنع الذراعين والساقين، أي أن نجعلها متكونين من قطع مرتبطة ببعضها البعض بأجزاء متحركة، فعندئذ نستطيع أن نطوي ذراع الدمية من المرفق والرسغ وأن نطوي الساق من الركبة والكعب . ومن هنا تتضح لنا أهمية تكون الهيكل العظمي من عدد كبير من العظام والمفاصل .
الخصائص الفريدة للعظام
هناك أنواع متعددة للمفاصل التي تربط العظام، فهناك مفصل يسهل على العظام الحركة للإمام والخلف، وأخرى تسمح بالحركة في جهة الجانب . ولنتفحص معا ولو بشكل مبسط جوف العظام والمفاصل .
وكما تعلمون أعزائي ، إن العظام تقوم بحمل ثقل الجسم وحمايته، ولهذا السبب خلقت بالصلابة والقوة التي تتطلبها عملية الحمل . وتتميز عظامنا بكونها مجوفة على شاكلة خلية النحل المليئة بالثقوب، وبالتالي توصف عظامنا بأنها خفيفة نسبيا .
وهذه الثقوب العديدة تجعل عظامنا متينة وصلبة بالرغم من كونها خفيفة، ولكن هذا لا يعنى أن عظامنا سهلة الكسر . وبالعكس فهي أكثر قوة بخمسة أضعاف من الفولاذ . وعلى سبيل المثال يستطيع عظم الفخذ في حالة انتصابه أن يحمل ثقلا مقداره طنا كاملا، ويستطيع أن يحمل ثقلا مقداره ثلاثة أضعاف ثقل الجسم في حالة المشي . ولا يحدث شيء ضار بالنسبة إلينا بفضل القوة التي تتميز بها عظام هيكلنا العظمي.
الجمجمة: العظم الواقي للمخ
تتولى الجمجمة حماية المخ وكذلك توفر نقاط ربط للعينين والأذنين والأنف والفم. وتبدو الجمجمة في شكلها بسيطة نوعا ما، ولكنها في الحقيقة من أكثر عظام الهيكل العظمي تعقيدا لأنها تتألف بمفردها من 22 عظما ترتبط فيما بين بعضها البعض ارتباطا وثيقا.
وكل ذلك بفضل الله عز وجل ورحمته الواسعة .
تبدأ العظام في النمو منذ لحظة الولادة وحتى سنّ البلوغ، ويكون هذا النمو شاملا لكل العظام وبالتناسب فيما بينها. وبسبب هذا التناسب يزداد طول جسم الإنسان كلما تقدم في العمر حتى سن البلوغ.
تتكون العظام من مادة خاصة يوليها العلماء اهتماما خاصا منذ أمد بعيد ويحاولون إنتاجها في مختبراتهم صناعيا . وتتميز هذه المادة بكونها خفيفة وقوية، والأهم من ذلك أنها قادرة على تنمية نفسها بنفسها . فغالبا ما لاحظتم أن هناك فرقا في الطول بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-5 أعوام وبين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-20 عاما . ويرجع سبب هذا الفرق إلى اختلاف طول العظام حسب الفئة العُمْرية . وبالإضافة إلى هذا فإنّ نمو العظام يحدث بتناسب فيما بينها . فعندما يحدث نمو في عظام الساق يحدث في الوقت نفسه نمو في عظام الذراع وبشكل متناسب تماما . وكذلك تنمو عظام الأصابع بالتناسب فيما بينها سواء أكانت في اليدين أو القدمين . وهذه الخاصية لنمو العظام موجودة في جسم كل إنسان .
ومهما بذل العلماء منجهد لإنتاج مادة شبيهة بمادة العظام، يبقى جهدهم بدون جدوى ؛ فلا أحد بإمكانه إنتاج مثل هذه المادة الفريدة في خصائصها، وهي المادة التي تتكون منها العظام التي خلقها الله عز وجل بقدرته ورحمته كي نتحرك ونمارس نشاطات مختلفة بكل سهولة ويسر ودون ألم، فتبارك الله أحسن الخالقين .
وكل ذلك يثبت لنا أن جسم الإنسان مخلوق بصفات وميزات فريدة ورائعة . وهو نتيجة لعلمية خلق إعجازية . ونحن إذ نمارس حياتنا اليومية بهذا النشاط والحيوية فإننا نستخدم عظام أجسامنا ومفاصلها للقيام بمختلف الحركات وفي جميع الاتجاهات . والذي جعل العظام والمفاصل بهذه الخصائص هو الله العليم القدير.
فسبحان الله.
معلومات جمعتها لعيونكم النيرة.
تحياتي
وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة، 259
يحتوي جسم الإنسان على 206 عظم، ربما تتساءلون عن السبب في وجود مثل هذا العدد الكبير من العظام في أجسامنا . ولكن المثال الآتي سيزيل علامات الاستفهام من مخيلتنا وسيقنعنا بأهمية هذا العدد من العظام . فلو كانت الأصابع تتألف من عظم واحد فقط لما استطعنا أبدا ،تحريك هذه الأزرار التي بين أيدينا..
لماذا؟
لأن عظما واحدا يجعل الإصبع منتصبا، ولا يكون قابلا للانطواء، وإذا حاولنا أن نطويها تتعرض للانكسار، وبالتالي سوف نعجز عن الإمساك بالأشياء وحتى عن الكتابة أو تناول الطعام .
فالذي يسهل علينا الإمساك بالكتابة أو الإمساك بالفاكهة التي نأكلها أو القيام بأي عمل آخر باستخدام أصابع اليد يرجع إلى تكون اليد والأصابع من 27 عظما .
ولذلك احتوي جسم الإنسان على 206 عظام مرتبطة مع بعضها البعض . وهذه العظام موزعة في أنحاء الجسم بصورة رائعة .
ووفق هذا التوزيع نستطيع أن ننحني أو نلوي سيقاننا أو ندير رؤوسنا بسهولة ويسر، إلا أن جميع هذه الأعمال لا نستطيع أن نقوم بها بواسطة العظام فقط لأن العظام صلبة ولا يمكن أن تنحني أو تنطوي . ولهذا فالعظام ترتبط ببعضها البعض بنقاط رابطة تدعى المفاصل . وبواسطة هذه المفاصل نستطيع بسهولة أن نطوي الذراع أو أن نرفع سيقاننا ونحرك أصابعنا .
ولأجل أن نفهم الأهمية الكبرى لوجود المفاصل في أجسامنا دعونا نطلع على المثال الآتي :
لنفرض أننا صنعنا دمية من خشب، فنحن في حاجة طبعا إلى جزء متحرك يربط كتف الدمية مع ذراعها وذلك لتسهيل تحريك هذا الذراع، وسنحتاج إلى جزء متحرك آخر يربط الساق بالجذع للسبب نفسه . وينبغي أن نفعل الشيء نفسه في صنع الذراعين والساقين، أي أن نجعلها متكونين من قطع مرتبطة ببعضها البعض بأجزاء متحركة، فعندئذ نستطيع أن نطوي ذراع الدمية من المرفق والرسغ وأن نطوي الساق من الركبة والكعب . ومن هنا تتضح لنا أهمية تكون الهيكل العظمي من عدد كبير من العظام والمفاصل .
الخصائص الفريدة للعظام
هناك أنواع متعددة للمفاصل التي تربط العظام، فهناك مفصل يسهل على العظام الحركة للإمام والخلف، وأخرى تسمح بالحركة في جهة الجانب . ولنتفحص معا ولو بشكل مبسط جوف العظام والمفاصل .
وكما تعلمون أعزائي ، إن العظام تقوم بحمل ثقل الجسم وحمايته، ولهذا السبب خلقت بالصلابة والقوة التي تتطلبها عملية الحمل . وتتميز عظامنا بكونها مجوفة على شاكلة خلية النحل المليئة بالثقوب، وبالتالي توصف عظامنا بأنها خفيفة نسبيا .
وهذه الثقوب العديدة تجعل عظامنا متينة وصلبة بالرغم من كونها خفيفة، ولكن هذا لا يعنى أن عظامنا سهلة الكسر . وبالعكس فهي أكثر قوة بخمسة أضعاف من الفولاذ . وعلى سبيل المثال يستطيع عظم الفخذ في حالة انتصابه أن يحمل ثقلا مقداره طنا كاملا، ويستطيع أن يحمل ثقلا مقداره ثلاثة أضعاف ثقل الجسم في حالة المشي . ولا يحدث شيء ضار بالنسبة إلينا بفضل القوة التي تتميز بها عظام هيكلنا العظمي.
الجمجمة: العظم الواقي للمخ
تتولى الجمجمة حماية المخ وكذلك توفر نقاط ربط للعينين والأذنين والأنف والفم. وتبدو الجمجمة في شكلها بسيطة نوعا ما، ولكنها في الحقيقة من أكثر عظام الهيكل العظمي تعقيدا لأنها تتألف بمفردها من 22 عظما ترتبط فيما بين بعضها البعض ارتباطا وثيقا.
وكل ذلك بفضل الله عز وجل ورحمته الواسعة .
تبدأ العظام في النمو منذ لحظة الولادة وحتى سنّ البلوغ، ويكون هذا النمو شاملا لكل العظام وبالتناسب فيما بينها. وبسبب هذا التناسب يزداد طول جسم الإنسان كلما تقدم في العمر حتى سن البلوغ.
تتكون العظام من مادة خاصة يوليها العلماء اهتماما خاصا منذ أمد بعيد ويحاولون إنتاجها في مختبراتهم صناعيا . وتتميز هذه المادة بكونها خفيفة وقوية، والأهم من ذلك أنها قادرة على تنمية نفسها بنفسها . فغالبا ما لاحظتم أن هناك فرقا في الطول بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-5 أعوام وبين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 19-20 عاما . ويرجع سبب هذا الفرق إلى اختلاف طول العظام حسب الفئة العُمْرية . وبالإضافة إلى هذا فإنّ نمو العظام يحدث بتناسب فيما بينها . فعندما يحدث نمو في عظام الساق يحدث في الوقت نفسه نمو في عظام الذراع وبشكل متناسب تماما . وكذلك تنمو عظام الأصابع بالتناسب فيما بينها سواء أكانت في اليدين أو القدمين . وهذه الخاصية لنمو العظام موجودة في جسم كل إنسان .
ومهما بذل العلماء منجهد لإنتاج مادة شبيهة بمادة العظام، يبقى جهدهم بدون جدوى ؛ فلا أحد بإمكانه إنتاج مثل هذه المادة الفريدة في خصائصها، وهي المادة التي تتكون منها العظام التي خلقها الله عز وجل بقدرته ورحمته كي نتحرك ونمارس نشاطات مختلفة بكل سهولة ويسر ودون ألم، فتبارك الله أحسن الخالقين .
وكل ذلك يثبت لنا أن جسم الإنسان مخلوق بصفات وميزات فريدة ورائعة . وهو نتيجة لعلمية خلق إعجازية . ونحن إذ نمارس حياتنا اليومية بهذا النشاط والحيوية فإننا نستخدم عظام أجسامنا ومفاصلها للقيام بمختلف الحركات وفي جميع الاتجاهات . والذي جعل العظام والمفاصل بهذه الخصائص هو الله العليم القدير.
فسبحان الله.
معلومات جمعتها لعيونكم النيرة.
تحياتي